مدرب إيطالي يخوض مغامرة جديدة بعيداً عن أوروبا
أعلن نادي الهلال السعودي، مساء الأربعاء، تعاقده مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي لقيادة الفريق الأول لمدة موسمين، في خطوة تمثل أول تجربة للمدير الفني البالغ من العمر 51 عاماً خارج القارة الأوروبية، بعد مشوار تدريبي لافت مع لاتسيو وإنتر ميلان.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة للهلال، الذي يستعد لخوض بطولة كأس العالم للأندية، الحدث الذي يراه أنصار "الزعيم" فرصة لتعويض إخفاقات الموسم الماضي، الذي خرج فيه الفريق خالي الوفاض من البطولات.
تحديات فنية تنتظر إنزاجي
يواجه إنزاجي أولى عقباته في اختلاف فلسفته التدريبية عن المدرسة التي اعتاد عليها الهلال في السنوات الأخيرة. فبعد حقبة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، التي استمرت أكثر من 600 يوم، ثم فترة مؤقتة تحت قيادة محمد الشلهوب، يواجه الفريق اليوم تحولا جذريا على الصعيد الفني.
يعتمد إنزاجي على رسم تكتيكي غير مألوف للهلال، يقوم على ثلاثي دفاعي وخماسي في وسط الميدان مع ثنائي هجومي، يتحول أحياناً إلى 3-6-1. بينما ظل الهلال وفياً لخطط 4-2-3-1، ما يضع الفريق أمام ضرورة التكيف السريع مع النظام الجديد، خاصة أن الخط الخلفي يعاني من بطء كوليبالي وتكرار أخطاء علي البليهي، في حين قد يمنح المدافع علي لاجامي إنزاجي بعض المرونة.
الجانب الذهني لا يقل أهمية
بعيداً عن التكتيك، يواجه إنزاجي تحدياً لا يقل صعوبة يتمثل في إعادة شحن معنويات الفريق بعد موسم محبط، شهد خسارة جميع البطولات. فالهلال بحاجة إلى إعادة البناء الذهني للاعبين، وتأهيلهم نفسياً لخوض موسم شاق يبدأ بكأس العالم للأندية أمام عمالقة مثل ريال مدريد وسالزبورج وباتشوكا.
ويُنظر إلى المدرب الجديد باعتباره فرصة لجميع اللاعبين لإثبات أنفسهم، ما قد يعزز من روح التنافس داخل المجموعة ويحول الإخفاقات السابقة إلى دافع إضافي.
مطالب الجماهير لا ترحم
في نادٍ بحجم الهلال، لا مجال للتجريب أو الفشل. الضغوط الجماهيرية تضع المدرب أمام مسؤولية ضخمة، فكل تعثر يُفسر على أنه أزمة، وكل خسارة بطولة تُعد كارثة. ورغم أن جيسوس غادر الفريق بعد نجاحات سابقة، إلا أن الجماهير لم تغفر له السقوط الأخير، وهو ما يجب أن يدركه إنزاجي جيداً.
المدرب الإيطالي مطالب ببناء فريق قادر على التتويج، أو على الأقل المنافسة على كل الجبهات حتى اللحظة الأخيرة، في موسم يبدو أنه لن يكون عادياً بأي حال.
خلاصة
إنزاجي يدخل إلى المجهول مع الهلال، محاطاً بترقب كبير من جماهير تطالب بالعودة إلى منصات التتويج سريعاً. تحديات فنية وذهنية، وأجواء تنافسية ضاغطة، تنتظر المدرب الإيطالي، الذي سيكون عليه تقديم نسخة مميزة من "الزعيم" ترضي طموحات نادٍ لا يقبل إلا بالقمة.
تعليقات
إرسال تعليق